جيلبرتو: اللعب للأهلى يصنع التاريخ.

يختلف اثنان على مستواه.. استطاع خلال سبع سنوات قضاها مع الأهلى حتى الآن أن يصنع لنفسه مجداً شخصياً ويحفر اسمه بحروف من ذهب ضمن سجلاته، حتى صار أحد أركان فريقه الأساسية فى الناحية اليسرى، لا يمكن لمديره الفنى الاستغناء عنه.. صاحب وجه طفولى لكنه كالقاطرة البشرية داخل المستطيل.. إنه الأنجولى جيلبرتو ظهير أيسر الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى الذى دخل قلوب الجماهير بسبب التزامه وحبه للنادى.

«المصرى اليوم» التقته ففتح قلبه، وأجاب عن كل الأسئلة بصراحة فى هذا الحوار:

* فى البداية سألناه عما تردد حول رغبته فى ترك الأهلى؟

- فقال أود أن أشير إلى أننى مبسوط جداً لوجودى مع النادى الأهلى بطل الأبطال فى أفريقيا، ويكفى أننى صنعت لنفسى تاريخاً كان من الصعب تحقيقه مع أى ناد آخر، وأى لاعب أفريقى يتمنى أن يحالفه التوفيق وينضم لصفوف القلعة الحمراء،

وأن يحقق ما حققته أنا وزملائى طوال السنوات الماضية، ويكفى أنه ذاع صيتى وزادت شهرتى فى بلادى بسبب انتمائى للنادى الأهلى، خاصة أن الجماهير الأنجولية تعرف لاعبيه جيداً بسبب التفوق والريادة التى حققناها على مستوى القارة السمراء.

* ولكنك تلقيت بعض العروض عن طريق بعض الوسطاء؟

- لم يتلق النادى الأهلى أى عرض رسمى بشأنى وكل ما يتردد لا يتعدى كونه كلام غير رسمى من بعض الوكلاء، وأنا ملتزم بتعاقدى مع الأهلى لأننى محترف واحترم تعاقدى، ولا أود أن اشتت ذهنى بالتفكير فى مثل هذه الأمور التى من شأنها إخراج اللاعب عن تركيزه.

* وهل يراودك حلم الاحتراف الأوروبى؟

- أنا لا يشغلنى حالياً سوى التركيز مع النادى الأهلى الذى أرتدى فانلته للمساهمة مع زملائى فى تحقيق المزيد من البطولات ومسألة الانتقال لأى ناد أوروبى تأتى فى مرحلة تالية من تفكيرى،

وستكون تلك الخطوة بعد أن أكون قد حققت كل أحلامى وطموحاتى، خاصة أن الأهلى لا يقل فى إمكانياته وشهرته عن الأندية الأوروبية، ولكن بالطبع لو جاءتنى الفرصة المناسبة والتى ترضى طموحات أى لاعب فى الدوريات الأوروبية فسأعرض الأمر على مانويل جوزيه الذى اعتبره بمثابة الأب والصديق لأتعرف على وجهة نظره،

خاصة أننى أثق بشدة فى رأى هذا الرجل الذى يعد من أفضل الشخصيات التى من الممكن أن تتعامل معها فى حياتك، إلى جانب أنه من أفضل المديرين الفنيين الذين تعاملت معهم خلال الفترة التى قضيتها فى الملاعب، فهو يعرف تماماً كيف يخرج ما بداخل كل لاعب ليصب فى النهاية لمصلحة الفريق، وأنا على المستوى الشخصى تعلمت الكثير على يد مانويل جوزيه.

* ولماذا تؤجل التفكير فى مسألة الاحتراف؟

- لأننى مازلت متعطشاً لتحقيق المزيد من البطولات، وأعتقد أن أقصر طريق لحصد البطولات وصناعة التاريخ هو ارتداء الفانلة الحمراء، واللعب للنادى الأهلى الذى يمتلك جميع المقومات، بداية من الإدارة الناجحة التى تسعى لتذليل جميع العقبات من أمام الفريق، ومروراً بالجهاز الفنى والإدارى الذى يعد على أعلى مستوى، واللاعبين الأكفاء الذين يضمهم الفريق،

وأخيراً الشعبية الجارفة للنادى والجماهير العريضة التى تقف خلف الفريق وتسانده فى أحلك المواقف، ويكفى أنهم زحفوا خلفنا فى الكاميرون لتشجيعنا حتى نعود بالكأس، وهذا ليس بجديد على جماهير الأهلى التى تساندنا فى كل مكان.

* وما رأيك فى فرصة الأهلى فى مونديال العالم للأندية باليابان؟

- سنسعى لبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق إنجاز يفوق ما حققناه فى الموسم قبل الماضى والذى حققنا خلاله المركز الثالث، وأتمنى أن نصل للمباراة النهائية على أقل تقدير لنؤكد للجميع أن صعودنا لمونديال العالم للأندية ثلاث مرات ليس مصادفة ولكن عن جدارة واستحقاق.

* ولكن البعض يخشى من أن يؤدى طموحكم هذا لتحقيق نتائج عكسية بسبب الضغوط التى تتعرضون لها؟

- من الممكن أن يحدث ذلك مع فريق صغير ولكن الأمر يختلف مع الأهلى تماماً حيث إن لدينا من الخبرات ما يؤهلنا للتعامل مع مثل هذه المواقف، والوضع مختلف تماماً بالنسبة لنا فى هذه المشاركة، حيث إن كل الفرق التى ستشارك فى البطولة تقدر فريقنا تماماً.

* وما شعورك بعد استعادتكم اللقب الأفريقى؟

- الفوز بالبطولة هذا العام كان له مذاق خاص بالنسبة لى، حيث أخرجنى من الحالة النفسية السئية التى سيطرت على بسبب خروج منتخب بلادى من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا ٢٠١٠ وجاء الفوز باللقب الأفريقى ليعوضنى أنا وزميلى فلافيو مرارة الخروج من التصفيات التى كنا نمنى أنفسنا اجتيازها كى نصعد للمشاركة فى كأس العالم لتكون المرة الثانية فى تاريخنا ولكن لم يحالفنا التوفيق فى ذلك.

* ومن اللاعب الذى يستحق لقب أفضل لاعب أفريقى؟

- أتمنى أن يفوز أبوتريكة بجائزة أفضل لاعب أفريقى هذا العام لأنه يستحقها عن جدارة، ويكفى أنه ساهم مع فريقه فى تحقيق الفوز بالبطولة الأفريقية، كما ساهم مع المنتخب المصرى فى الفوز ببطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت مؤخراً فى غانا.

* وما رأيك فى اللعب بالدورى المصرى؟

- الدورى المصرى يعد من أفضل الدوريات على الأطلاق، ويضم العديد من الفرق القوية مثل الزمالك والإسماعيلى وبتروجيت وإنبى، ويعد من أفضل الدوريات الأفريقية تماماً، ويختلف كثيراً عن الدورى الأنجولى الذى لا يصل إلى نفس مستواه، وهذا الفارق انعكس بقوة لصالح المنتخب المصرى الذى تربع على عرش الكرة الأفريقية طوال السنوات الأربع الماضية.

* وما المركز التى تفضل اللعب فيه، الظهير الأيسر أو وسط الملعب؟

- أنا أفضل اللعب فى مركز الظهير الأيسر لأننى أشعر بحريتى فيه، ولا أكون ملزماً ببعض المهام الأخرى داخل الملعب، كما أن الجماهير المصرية عرفتنى من خلاله وقد تعودت على اللعب فى هذا المركز لكننى فى النهاية تحت أمر الجهاز الفنى وملتزم بالأداء فى أى مركز يكلفنى به الجهاز الفنى.

* ومن هم أقرب اللاعبين إليك فى الفريق؟

- إلى جوار مواطنى فلافيو كل لاعبى الفريق أصدقاء مقربون لى، ولكننى أفضل الحديث مع شادى محمد بسبب خفة ظله ومداعبته المستمرة لى، وكذلك أبوتريكة ومحمد بركات الذى استمتع بقضاء معظم أوقاتى معهما فى السفريات الخارجية.

* ما رأيك فى منتخب مصر وفرصته فى التأهل للمونديال؟

- المنتخب المصرى يعد من أفضل المنتخبات الأفريقية على الإطلاق بعد نجاح حسن شحاتة المدير الفنى فى تطوير أداء اللاعبين بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وكذلك تألق عدد كبير من لاعبيه المحترفين بالدوريات الأوروبية أمثال عمرو زكى ومحمد شوقى وميدو،

وكل هذه العوامل تمنح التفوق لصالح المنتخب المصرى، وأعتقد أن فرصته فى التأهل للمونديال كبيرة جداً إذا نظرنا للفارق بين لاعبيه ولاعبى المنتخبات الأخرى التى تقع معه فى نفس المجموعة.